التفكير الإبداعي
تناول المقال الحالي مفهوم الإبداع والتفكير الإبداعي وعناصر التقكير الإبداعي ومعوقات التفكير الإبداعي
الإبداع هو ببساطة القدرة على الخروج بشيء جديد، والتفكير الإبداعي يعني النظر إلى شيء ما بطريقة جديدة، بمعنى "التفكير خارج الصندوق"، ويمتلك الأشخاص المبدعون القدرة على ابتكار طرق جديدة لتنفيذ المهام وحل المشكلات ومواجهة التحديات، فهم يجلبون منظورًا جديدًا وغير تقليدي في بعض الأحيان لعملهم. ويمكن لهذه الطريقة في التفكير أن تساعد الإدارات والمنظمات على التحرك في اتجاهات أكثر إنتاجية، ولكن تكمن مشكلة التفكير الإبداعي في أن أي فكرة لم يتم فحصها جيدًا ستبدو مجنونة، لكن ربما يبدو الحل الجيد مجنونًا.
مفهوم الإبداع:
الإبداع هو الإتيان بفكرة جديدة ومتصلة بحل مشكلات أو إعادة تكوين الأنماط المعروفة، ويمكن اكتساب الإبداع وتعلمه والتدرب عليه، فهو يتمثل في القدرة بالإضافة إلى الرغبة في الخروج عن المألوف، فالإبداع ليس إلا رؤية الفرد لظاهرة ما بطريقة جديدة لذلك يمكن القول إن الإبداع يتطلب القدرة على الإحساس بوجود مشكلة تتطلب المعالجة ومن ثم القدرة على التفكير بشكل مختلف ومبدع ومن ثم إيجاد الحل المناسب.
التفكير الإبداعي وعناصره:
التفكير الإبداعي هو أحد أشكال التفكير الأساسية الواجب تطويرها كمهارة مستقلة فهي تمثل نشاط ذهني مركب ومختلفة ومدفوع بالرغبة في التفكير بطريقة تختلف عن الطريقة التي اعتاد الشخص التفكير بها وذلك من أجل البحث عن حلول منطقية وقابلة للتنفيذ، والتوصل إلى نتائج مرضية باستخدام طرق غير تقليدية. ويتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي عدة عناصر تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:
أولاً: الطلاقة (Fluency):
تشمل الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع ويقصد بذلك عدد الأفكار الإبداعية، ويقصد بالطلاقة أن يتمكن التفكير الإبداعي من استخدام المخزون المعرفي الذي يمتلكه الشخص المبدع عندما يحتاج إليه، وأن يستطيع الشخص المفكر بإبداع أن ينتج عددًا كبيرًا من الأفكار المبدعة خلال فترة زمنية قصيرة، وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية وبالتالي يجب أن يتم استبعاد الافكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل. وتقاس الطلاقة من خلال سرعة التفكير، وتصنيف الأفكار، والقدرة على توفير السياقات المرتبطة بالموضوع.
ثانيًا: المرونة (Flexibility):
تشمل المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويقصد بها تنوع الأفكار، أي أن الأفكار الإبداعية قابلة للتطوير والتغيير وفق متطلبات العصر والظروف المحيطة، وأن يكون للمبدع القدرة على تغيير الفكرة حسب الموقف، وهي إما مرونة تكميلية بمعنى يمتلك المفكر القدرة على التوصل لحل المشكلات أو حل أي موقف بناءً على التغذية الراجعة التي يحصل عليها من المشكلة، وإما مرونة تلقائية بمعنى أن يتم إنتاج العديد من الأفكار المتنوعة ويتميز الشخص فيها بالتلقائية وسرعة البديهة.
ثالثًا: الأصالة (Originality):
الأصالة هي الانفراد والتميز في الأفكار، والقدرة على إخراج أفكار نادرة وإبداعية وقابلة للتنفيذ بحيث تكون الأفكار غير مألوفة ولم يتم التوصل إليها من قبل، وكلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت أصالتها، فالأصالة لا تشير إلى كم الأفكار بل إلى جودتها وقيمتها.
رابعًا: إدراك التفاصيل (Elaboration):
يتعلق التفصيل بمستوى التفاصيل الخاص بنا الذي يصف فكرة، بمعنى البناء وفقًا للمعلومات المعطاة حتى تصير أكثر تفصيلًا لإنجاز عمل ما أو حل مشكلة أو خطة ما. وإن التأكد من تفصيل أنفسنا، وخاصة عندما نتعاون مع الآخرين، يعد محركًا مهمًا للفهم المشترك، وغالبًا ما يكون أيضًا مصدرًا لمزيد من الأفكار، حيث أن هناك المزيد من الأفكار التي يجب التفكير فيها والعمل عليها.
مراحل التفكير الإبداعي:
يمر التفكير الإبداعي بعدة مراحل، وقد اختلف الباحثون في تحديدها، وتتمثل تلك المراحل في:
1. الإعداد والتحضير (Preparation):
يتم تحديد المشكلة في هذه المرحلة، ويتم فحصها من جميع الجوانب، ويتضمن ذلك جمع المعلومات، وتحديد المهارات والخبرات، ومن المستبعد أن تتم عملية التفكير الإبداعي دون المرور بهذه المرحلة.
2. الاحتضان (Incubation):
هي مرحلة يتحرر فيها العقل من العديد من الافكار والشوائب التي لا ترتبط بالمشكلة، وتتميز المرحلة بالجهد الكبير الذي يبذله المفكر المبدع من أجل حل المشكلة، وترجع أهمية هذه المرحلة إلى إعطاء فرصة للعقل لفلترة الأفكار وطرد الخاطئ منها وأخذ المهم.
3. الإشراق (Illumination):
يتم في هذه المرحلة ولادة الأفكار الجديدة، فباستطاعة الأفكار في هذه المرحلة أن تخرج دون أي مقدمات، ويصل الفرد إلى لحظة الإبداع التي يشرق فيها الحل كأنه إلهام.
4. التحقيق (Verification):
يقوم المفكر المبدع في هذه المرحلة باختبار الفكرة، وإعادة النظر بها ليرى صلاحيتها، وهي المرحلة القابلة للتنفيذ، وقد يتم التوصل إلى الحل النهائي أو تعديله لكي يتلاءم مع الموقف أو المشكلة.
معوقات التفكير الإبداعي:
توجد العديد من المعوقات التي تواجه التفكير الإبداعي من ضمنهم:
1. المعوقات الشخصية: كقلة الثقة بالنفس، والحماس المفرط، والتفكير النمطي، والشعور بالعجز أو قلة الحيلة، والتسرع ، والغضب الشديد، والكراهية، وغيرهم.
2. المعوقات الظرفية: والمرتبطة بالجوانب الاجتماعية أو الثقافية السائدة ومنها مقاومة التغيير، وعدم التوازن بين الفكاهة والتنافس والتعاون.
3. المعوقات الاجتماعية: والمتمثلة في المعوقات الأسرية (كالمستوى الاقتصادي والتعليمي واتجاهات الأسرة وأسلوب التنشئة)، والمعوقات المدرسية (كطرق التدريس والمناهج وأساليب الحفظ وأسلوب المعلمين)، ومعوقات المجتمع (كالاتجاهات والقيم السائدة، والاضطرابات الأمنية، والعنف، وجماعة الرفاق، وما إلى ذلك).
4. المعوقات الثقافية: والمتمثلة في التأثير الاجتماعي والضغوط المجتمعية والمؤسسية، بالإضافة إلى التقاليد والعادات.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
المراجع الأجنبي:
- Collins, M., Harrison, D., Mason, R., & Lowden, A. (2011). Innovation and creativity: Exploring human occupation and professional development in student education. British Journal of Occupational Therapy, 74(6), 304 308.
- Craik, C., Gissane, C., Douthwaite, J., & Philp, E. (2001). Factors influencing the career choice of first-year occupational therapy students. British Journal of Occupational Therapy, 64(3), 114-120.
المراجع العربية:
- حجازي، حنان. (2012).أثر برنامج مقترح لتنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى طلبة المرحلة الثانوية في مدارس الجليل. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عمان العربية، عمان، الأردن.
- عبد الرضا، حيدر، (2012)، أثر برنامج كوستا وكاليك في تنمية التفكير الإبداعي باستخدام عادات العقل لدى طلبة المرحلة الثالثة في كلية التربية الرياضية. مجلة علوم التربية الرياضية، العدد الأول، المجلد الخامس.
- أبو زايد، أحمد عبد الله عودة ( ١٩٩٩م ) : " دراسة مستوي الطموح وعلاقته بالقدرات الابتكارية لدي طلاب المرحلة الثانوية في السودان وفلسطين " رسالة ماجستير غير منشورة، السودان – جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا