اللغة المستخدمة في كتابة الرسائل الجامعية
تناول المقال الحالي المقصود باللغة المستخدمة في كتابة الرسائل الجامعية ومستويات لغة التعبير المستخدمة من قبل الباحث في الرسائل الجامعية وقواعد الصياغة الأسلوبية والعرض البياني والتصويري والأشكال البيانية والجداول
يختلف الباحثون من ناحيتهم في مدى ميلهم إلى استخدام لغة التعبير في الكتابة أو امتلاكهم لمهاراتها. وقد يجد بعضهم أن القيام بإجراءات البحث أسهل عليهم من عملية كتابة التقرير باستخدام لغة تعبير محددة. بينما يجد آخرون متعة وسهولة في الكتابة أكثر ما يجدونه في تنفيذ الإجراءات
مستويات لغة التعبير المستخدمة من قبل الباحث في الرسائل الجامعية
تعتبر الرسالة العلمية المحتوى الذي ينقله البـاحث إلى الجمهور القارئ. وهي عبارة عن رموز لغوية ومصورة. وتعد النتـاج الفعلي لعملية البـحث العلمي التي مارسها الباحث. وبدونها يفقد البحث أهم خطواته. وتختلف الجامعات ومؤسسات البحث والدوريات في تحديد المواصفات اللازم توافرها في تقرير البـحث. وتهدف هذه المواصفات في العادة إلى التأكيد على أمور أساسية منها: سلامة اللغة وصحة المعلومات وملائمة التنظيم وكفاءته في توصـيل المعلومات للقارئ بسهولة ويسر.
والباحث ليس حراً في أن يكتب ما يشاء أو كما يروق له. وإلا اضطر إلى إجراء تعديلات كثيرة تستنفذ منه الكثير من الوقت. والتقرير الذي يكتبه لا يقرأه أفراد عاديون وإنما يقرأه أفراد متعلمون تعليما عالياً واهتمامهم بالموضوع ليس اهتماماً عابراً. ولهذا فهم يقرئون التقرير بدقة وعناية وبصورة ناقدة. وسوف يشككون في أية تأكيدات ما لم تقدم الأدلة التي توضحها كما قد يلجئون إلى إعادة التجربة للتأكد من صدق النتائج. ولذلك يجب أن يكون التقرير قادراً على الصمود أمام الاختبار العلمي الناقد الذي يقوم به الباحثون الآخرون.
ويعتبر إتقان كتابة التقرير من الأمور المهمة للباحث. ومساعدة الباحث على اكتساب هذه المهارة هي ما يدفـعنا هنا لتحليل مادة التقرير إلى عناصرها الأولية وتحديد الضوابط الخاصة بكل عنصر حتى نصل إلى المهارات المطلوبة للكتابة البحثية. والرموز هي أساس عملية الاتصال البحثي. فـعن طريقها يستـطيع الباحث أن ينقل للقارئ كافة ما بذله من جهود بخاصة بتحديد المشكلـة والأمان والمنهج والتعريفات والمسلمات والمعالجات والتحليل والنتائج والتوصيات. فالرموز هي الأساس الذي يعتمد عليه الباحث لتقديم مادة بحثه. والرموز التي يستخدمها الباحث للتعبير:
- إما أن تكون رموزاً لغوية تمثل المتن بالنسبة للرسالة.
- وإما أن تكون رموزاً مصورة تساعد على توضيح ما تحمله الرموز اللغوية من دلالات وتتمثل في الجداول والرسوم البيانية والأشكال التوضيحية الأخرى كالصور والخرائط والرسوم.
ولكل نوع من هذه الرموز ضوابطه الخاصة التي تساعد عـلى تحقيق أقصى درجات الإبانة والوضوح. وفيما يلي سيناقش باختصار كافة الجوانب الخاصة بكل نوع.
أولا: قواعد الصياغة الأسلوبية
الطريقة التي تستخدم بها الرموز اللغوية في التعبير ينتج عنها ما اصطلح على تسميته بالأسلوب. فالأسلوب هو طريقة اختـيار الألفاظ وترتيبها في شكل له أثره وطابعه. وبالنسبة لكتابة الرسالة العلمية فهو فن تحويل ما دونه الباحث من مادة علمية وضوابط إجرائية وملاحظات واستنتاجات واضحة المعالم.
والشخصية العلمية للباحث لا تتكامل إلا بتوافر عنصري الفكر العميق والأسلوب السلس، والمشكلة التي تواجه الكثير من أصحاب الفكر العميق هي افتقاد الأسلوب السلس المنساب. وتعني الانسيابية هنا حركة الجـمل والكلمات على نحو متتابع دون تحذلق أو تباطؤ. كما تعني وضوح لغة الباحث ومراعاته للقواعد الخاصة بسلامة اللغة وقواعد الإملاء وغـير ذلك من القواعد. كما تعني أيضاً العرض المنطقي الموضوعي الواضح للأدلة وتحليلها والابتعاد عن الجدل العاطفي أو الأوصاف المسلية.
فالبـاحث في كتابة التقـرير لا يحاول أن يسلي القارئ. ولهذا فإن التأنق والتجمل ليس مطلباً في ذاته. فالجمال في الأسلوب مطلوب، ولكن بالقدر الذي يساعد على الوضوح وييسر عملية الفهم. ولهذا فلابد للباحث المبتدئ أن يتقن عملية الكتابة وأن يتعرف على مجموعة القواعد الخاصة بالكتابة العلمية حتى لا يضطر إلى إعادة الكتابة مما يستنفذ منه وقتا أطول. وبعض هذه القـواعد خاص بالظروف المحيطة بعـملية الكتابة ذاتها وبعضها خاص بأسلوب الكتابة نفسه.
ثانيا: العرض البياني والتصويري
يعد التحضير المسبق للطريقة التي يلزم أن تعرض فيها بيانات الدراسة في التقرير النهائي للبحث أمراً مهماً. ومن غير المستحسن أن يؤجل التفكير في هذا الأمر. فإذا تم التخطيط لذلك من البداية يصبح من الواضح للباحث الفئات المحددة للبيانات والفئات ذات العلاقة التي يلزم إثباتها في التقرير، والأشكال الملائمة لعرض هذه البيانات. ولا ينبغي أن يتردد البـاحث في أن يضم دراسته بعض الرسومات مما يهل عملية الاستيعاب والفهم لدى القارئ. وليس هناك ما يمنع الباحث من اللجوء إلى أحد المختصين في الإحصاء إذا لم تكن له دراية كافية بهذا النوع من النشاط. كما يمكنه استكمال معلوماته في هذا المجال باللجوء لأحد الكتب الإحصائية التي تركز على هذا الموضوع. وعلى أية حال فإن عرض البيانات يمكن أن يتم بأشكال مختلفة وأهمها ما يأتي:
الأشكال البيانية
أداة تساعد القارئ على الفهم واستيعاب البيانات المطروحة أمامه من أرقام وحروف ودلالات إحصائية
ومن الأشكال البيانية التي أثبتت فعالية في تقديم المعلومات الإحصائية يمكن أن تسير إلى:
- الرسم الخطي.
- رسم المستطيلات.
- رسم الدائرة.
- رسم المساحة أو الحجم.
- الرسم التصويري.
- الرسم التخطيطي.
- الخرائط.
ويجب أن تكون هذه الأشكال واضحة ودقيقة. وهذا يظهر في بساطة تقـدمها وفي تحديد الرموز المستخدمة، فتعقيد الرسم يؤدي إلى صعوبة الفهم. ولا يجب أن يكتفي الباحث بالعرض البياني. فالعرض البياني وسيلة إضافية لزيادة فهم الموضوع واستيعابه، وبالتالي يجب أن تكون المعلومات المكتوبة واضحة بنفسها دون استخدام الرسومات.
- الجداول
يلاحظ أنه لا تـخلو أي رسالة علمية الآن من الجداول وبخاصة مع التقدم الملحوظ في مجال الكمبيوتر. فهي تقنية لا يمكن الاستغناء عنها. فـهي تساعد على فهم التفصيلات العددية وتوضيح العلاقات المنطقية بين عناصرها. كما تساعد على تحصيل فكرة موجزة عن النتائج أو فهم مغزى البيانات بسرعة وسهولة قد لا يتيسر تحقيقها عن طريق صفحات عديدة من الوصف اللفظي.
والجداول أنواع. منها البسيط والمركب والمعقد. ويتكون الجدول من أعمدة وسطور وينصح الباحث بالرجوع إلى أحد المراجع الإحصائية للتعرف على معلومات تفـصيلية عنها. والمهم هنا أن يكون ترتيب الأعمدة والسطور بشكل يريح عين القارئ. ويكتب عنوان الجدول بنفس طريقة كتابة عنوان الشكل أو الرسم. ويكون العنوان بسيطاً وواضحاً ومعبراً عن محتويات الجدول. كما ينبغي أن تكون بيانات الجدول كافية لتمكين القارئ من فهم محتويات الجدول دون الـرجوع إلى النص. فالجدول وحدة قائمة بذاتها. ويمكن عند الضرورة استعمال الرموز والاختصارات برأس وعنوان الجدول على أن يوضح معناها بذيل الجدول. وإذا كان بُعد الجدول طوله وعرضه يزيدان عن بعدي الصفحة فالأفضل تصغير الجدول ليتناسب بعداه مع بعدي الصفحة وإذا قل طول الجدول فيمكن للباحث استكمال الصفحة بالنص اللغوي. ويفضل عدم تستطير الجدول إلا إذا كان ييسر القراءة. ويلاحظ أن يوضع الجدول أو الشكل بالقرب من المكان الذي تناقش به الإحصاءات الواردة وعلى أن يكون الجدول عقب البيانات التي يناقشها الجدول.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- حجاب، محمد منير. (2000). الأسس العلمية لكتابة الرسائل الجامعية. القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع.