لا يمكن إغفال أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي ؛ لما له من أهمية عظيمة في هذا المجال، فأهمية علم النفس التربوي تكمن في كونه من المواد الضرورية؛ لتأهيل المعلمين وتدريبهم للمساعدة على قيامهم بعملية التدريس بفعالية، وكذلك يساعد المعلمين على تحديد نقاط القوة والضعف التي تشهدها العملية التعليمية، وفهم العوامل المؤثرة فيها، وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها.
ما أهمية دراسة علم النفس للطالب المعلم؟
يُعد علم النفس من المجالات المهمة التي تساهم في رفاهية الإنسان، وتسعى لتقدم المجتمع، وبالطبع أحد فروعها هو علم النفس التربوي؛ لذلك في إطار حديثنا عن أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، لابد وأن نوضح أهمية دراسة علم النفس بالنسبة للطالب وللمعلم، ويمكن تحديد تلك الأهمية من خلال ما يلي:
بالنسبة للطالب
♦يعمل علم النفس على تعزيز قدرات الطلاب؛ وذلك من خلال:
♦يساهم في الوقوف على مستوى ذكاء الطالب وقدراته الخاصة.
♦يساهم في تحديد مدى قدرة استيعاب الطالب للمعلومات.
♦معرفة أنماط السلوك الخاصة بالطالب، وبالتالي يمكن تعديلها في حالة انحرافها.
بالنسبة للمعلم
تمكين المعلم من استبعاد الآراء التربوية الغير دقيقة، خاصة تلك التي تعتمد على الآراء الشخصية.
♦توفير قواعد ومبادئ صحيحة للتعلم المدرسي، يمكن أن يتزود بها المعلم من خلال النتائج التي تتوفر من الأبحاث العلمية في مجال علم النفس التربوي.
♦تنمية قدرة المعلم على تحليل سلوك الطلاب، وبهذا يمكنه التعرف على أنماط الطلاب الموجودين في الفصل الدراسي، والوقوف على مميزات وقدرات كل منهم على حدة.
♦تمكين المعلم من التنبؤ بسلوك الطلاب، والعمل على ضبطه؛ لأنه يتيح دراسة طرق التعلم، والعوامل المؤثرة فيها، مثل: البيئة الاجتماعية المحيطة، والعوامل الوراثية.
اقرأ أيضًا: أهم مدارس علم النفس
العلاقة بين علم النفس وعلم النفس التربوي
إذا كنا نحاول البحث عن أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، فلابد وأن نوضح ماهية العلاقة بين علم النفس وعلم النفس التربوي، فعلم النفس التربوي هو فرع من الفروع التطبيقية التي تندرج تحت علم النفس العام؛ حيث يركز على دراسة السلوك الإنساني من الناحية التربوية، ويمكن الوقوف على ماهية العلاقة بينهما من خلال ما يلي:
يهتم علم النفس العام بدراسة السلوك الإنساني بشكل عام، ويهتم علم النفس التربوي بدراسة السلوك الإنساني في العملية التربوية.
كلاهما يتشابهان في استخدام نفس أسلوب البحث وهو الأسلوب العلمي، وكذلك تتوحد أهداف كل منهما؛ حيث يسعى كلاهما فهم الظاهرة، وضبطها، والتنبؤ بمتغيراتها المستقبلية.
أهداف علم النفس التربوي
في أثناء دراستنا لـ أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، سنجد أن معظم العلوم تهتم بتحقيق أهداف معينة، مثل: الفهم، والضبط، والتنبؤ، وتلك الأهداف هي ما يسعى علم النفس التربوي لتحقيقه في العملية التربوية، ويمكن توضيح تلك الأهداف من خلال ما يلي:
يعمل علم النفس التربوي على دراسة الظواهر التعليمية بشكل عميق، فالفهم الجيد للعوامل المؤثرة على العملية التعليمية يعزز نجاحها؛ من خلال فهم سلوك الطلاب، ومتطلباتهم النفسية والعقلية؛ مما يساعد على تقديم الطرق التدريسية المناسبة لكل فئة.
في بعض الأحيان قد نجد أن عملية الضبط لا يمكن إتمامها؛ وذلك نظرًا لوجود متغيرات كثيرة تختلف في ظروفها، ولكن بشكل عام يسعى علم النفس التربوي، إلى ضبط الإنتاجات التعليمية قدر الإمكان، وكذلك ضبط الإجراءات التي قد يتخذها المسئول عن العملية التعليمية، ومحاولة السيطرة عليها.
يعمل التنبؤ على توقع حدوث ظاهرة معينة في المستقبل، بناء على المتغيرات المتوفرة قبل حدوثها، وعلى الرغم من أن التنبؤ في علم النفس التربوي قد لا تكون نتيجته حتمية، إلا أنه قد يُسهم في حل الكثير من المشكلات التربوية.
تعرف على: المدرسة المعرفية في علم النفس
خصائص علم النفس التربوي
تتضح أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، من خلال الخصائص التي يهتم التي يتميز بها، والتي لها تأثير كبير في تحسين العملية التربوية، ومن أمثلة تلك الخصائص:
العاطفة
من الخصائص المهمة التي تساعد في مجال علم النفس التربوي؛ لأنه يقوم على معرفة مشاعر الآخرين، الأمر الذي يمكن المعلم من تقديم ملاحظات دقيقة من خلال متابعة الطلاب.
مهارة الاستماع الجيد
من الخصائص المهمة في علم النفس التربوي؛ لأن الاستماع الجيد للطرف المقابل، والتركيز على لغة جسده، يعطي قدرًا من الثقة؛ وبالتالي يستطيع المعلم التركيز، والانتباه للتفاصيل، ويكون لديه القدرة للإجابة عن الأسئلة المطروحة.
حل المشكلات
من الخصائص المؤثرة في علم النفس التربوي؛ حيث إنها تعمل على حل المشكلات التي تواجه الطلاب، مثل صعوبة الحفظ من خلال جمع البيانات والمعلومات، وتحليلها بشكل دقيق، والخروج بنتائج فعالة لحل المشكلة.
الالتزام الأخلاقي
أحدى الخصائص المهمة في علم النفس التربوي، ويجب على علماء علم النفس التربوي التحلي بالأخلاق، والسلوك الملتزم، وتقديم المساعدة للآخرين، بدلًا من إلحاق الضرر بهم.
احصل على: التحصيل الدراسي | أهميته وأنواعه والعوامل المؤثرة فيه
هل يمكن إعداد معلم بدون علم النفس التربوي؟
كثيرًا ما يواجههنا هذا السؤال أثناء بحثنا لمعرفة أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، والإجابة على هذا السؤال تكمن في الفوائد التي يقدمها علم النفس التربوي للمعلم، ففي كثير من الأحيان، يلجأ المعلم غير المُعد نفسيًا وتربويًا إلى بعض الطرق الأخرى، التي لا تكون كافية لوصوله لمرحلة متميزة من مراحل التعلم المدرسي، ويمكن توضيح الفوائد التي يقدمها علم النفس للمعلم، وتجعله متميزًا عن غيره ممن لم يتم إعدادهم نفسيًا وتربويًا، من خلال ما يلي:
المعلم المعد نفسيًا وتربويًا يستطيع أن يتجنب الآراء التربوية غير الدقيقة، التي تعتمد على الآراء الشخصية، وتلك الآراء لا يحسمها سوى أسلوب البحث العلمي.
يستطيع المعلم المعد نفسيًا وتربويًا، أن يزود نفسه بمجموعة من مبادئ التعلم المدرسي؛ من خلال دراسته لعلم النفس التربوي.
إمكانية أن يقوم المعلم بالتنبؤ بسلوك الطلاب مستقبلًا، اعتمادًا على الملاحظات، ودراسة العوامل المرتبطة بالنجاح والفشل؛ وبالتالي يستطيع التحكم في سلوك الطلاب، وضبطه، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال دراسة علم النفس التربوي.
تابع قراءة موضوعنا: المدرسة الإنسانية في علم النفس
العوامل المؤثرة في نجاح العملية التعليمية
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على نجاح العملية التعليمية، والتي يمكن من خلالها معرفة أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، وتتمثل تلك العوامل في:
جودة التدريس
♦حيث إن وجود مجموعة من المعلمين الذين يتمتعون بالمعرفة والتفاعل، يحدث فرقًا في مستوى التعليم المقدم للطلاب.
♦وجود منهج دراسي ملائم للطلاب، يجعلهم أكثر تحمسًا لاستكماله والتعلم منه.
♦خلق بيئة جيدة للتعلم تساعد الطلاب على التفوق الدراسي.
♦وجود الدوافع لدى الطلاب يساعد في التعلم والنجاح.
كيف يمكن أن نستفيد من علم النفس التربوي في عملية التعليم مع إعطاء أمثلة؟
بالطبع ما دمنا نتحدث عن أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، يجب أن نؤكد أن علم النفس التربوي يفيد العملية التعليمية بشكل كبير، فهو يعمل على فهم سلوك الطلاب، وتحديد قدراتهم الخاصة، والوقوف على القدرات الذهنية، والعقلية، والنفسية، التي تؤثر على عملية تحصيل الطلاب للمعلومات، وكذلك يقوم على تحليل العوامل المؤثرة في العملية التعليمية، مثل البيئة المحيطة بالطلاب، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، التي من شأنها التأثير على العملية التعليمية، ويمكن شرح الأمثلة التالية للتوضيح:
تطوير الاستراتيجيات، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لدمجها في العملية التعليمية؛ لدعم قدرة الطلاب على التعلم.
تطوير وتقييم برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي، والتي يمكن من خلالها أن يتعلم الطلاب مهارات اتخاذ القرارات، وبناء العلاقات الاجتماعية مع الاّخرين.
إجراء الأبحاث حول مدى تأثير التدخلات العقلية على قدرة الطالب على تحصيل المعلومات.
لا تفوت مقالنا: أهم مدارس علم النفس
مجالات علم النفس التربوي PDF
ولمعرفة المزيد حول مجالات علم النفس التربوي PDF، يمكنك الحصول عليها من خلال الضغط على الرابط التالي .
المصادر والمرجع
سوف تتعرف على المزيد من المعلومات عن The importance of educational psychology in the educational field
وفي نهاية مقالنا اليوم حول أهمية علم النفس التربوي في الميدان التعليمي، نرجو أن نكون قد وفقنا في شرح كافة الجوانب المتعلقة بالموضوع، آملين أن يكون المقال قد حاز على إعجابكم، وتذكروا دائمًا، أننا متواجدون لمساعدتكم في حل أي صعوبات، أو مشكلات تواجهكم أثناء إنهاء أبحاثكم العلمية.
نحن شركة مكتبتك تقدم جميع الخدمات عن أسعار كتابة الرسائل العلمية، نخبة من ألمع المتخصصين والباحثين في مجال كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، وخدمات الترجمة، والتدقيق اللغوي، فقط كل ما عليكم هو التواصل معنا عبر تطبيق الواتساب، وسيقوم فريقنا بالرد عليكم في أقرب وقت ممكن.